بدأت حكاية كستليته في قلب البلدة القديمة بمدينة القدس عام 1958، عندما افتتحت عائلة قرش أول محل جزارة لها. كان الهدف بسيطًا وواضحًا: تقديم أجود أنواع اللحوم بأعلى معايير الجودة والخدمة. على مدار العقود، نمت العائلة وأعمالها، مما أدى إلى افتتاح فرع جديد في بيت حنينا عام 1993، وآخر في عام 2015. مع كل خطوة جديدة، كانت العائلة تعزز سمعتها في عالم الجزارة، حيث أصبحت مرادفًا للجودة التي يمكن الوثوق بها.
وسط هذا الإرث العائلي العريق، نشأ خالد قرش. منذ صغره، تعلّم خالد أهمية الإتقان والتفاني في العمل، لكن رؤيته كانت تتجاوز مجرد تقديم اللحوم. خلال سنوات عمله مع العائلة في تجهيز طلبات المطاعم، لاحظ خالد أن الجودة الحقيقية تتطلب إشرافًا كاملًا على العملية بأكملها، بدءًا من اختيار الماشية وحتى تقديم الطبق النهائي للزبون. وهكذا، وُلدت لديه فكرة جريئة: أن يجمع بين خبرة العائلة في الجزارة وشغفه الخاص بفن إعداد الطعام لتقديم تجربة مميزة.
في عام 2017، قرر خالد تحويل رؤيته إلى واقع، فافتتح مطعم كستليته. كان هذا المشروع نقلة نوعية، حيث أخذت خبرة العائلة مكانها في المطبخ، مما أتاح له تقديم أطباق مشاوي شرقية تتميز بجودتها ونكهتها، إلى جانب السلطات الطازجة والمقبلات المبتكرة. وبفضل أجوائه الترحيبية وخدمة الزبائن المميزة، أصبح المطعم بسرعة وجهة مفضلة للسكان المحليين. ومع ازدياد الإقبال، تم توسيع المطعم في عام 2021 ليواكب الطلب المتزايد، مما أضاف بُعدًا جديدًا لتجربة الضيافة.
ولأن النجاح يولّد الطموح، وجد خالد في نجاح كستليته فرصة لتحقيق شغف آخر. في عام 2024، أطلق “كستليته برغر”، وهو مشروع مخصص لتقديم تجربة برغر فريدة تُظهر إبداع خالد وحرصه على الجودة. ولضمان تقديم أفضل الأطباق، أسس مصنعه الخاص لإعداد المكونات بنفس المعايير الصارمة التي اعتادت عليها العائلة.
اليوم، يأخذ خالد هذا النجاح خطوة إضافية من خلال توسيع تجربة كستليته لتصل إلى رام الله، حيث يستمر في تقديم أطباق تجمع بين النكهة والجودة، مستندًا إلى إرث عائلي غني وحب لا ينتهي لفن الطهي. قصة كستليته ليست مجرد حكاية مطعم، بل هي رحلة من التقاليد، الشغف، والإبداع التي تنقل إرث عائلة قرش إلى أفق جديد.